قد قال حكيم العرب الجاهلي اكثم بن صيفي يوصي العرب بالإبل
( لاتضعوا رقاب الإبل في غير حقها فإنها مهر الكريمة ورقوء الدم، بألبانها يتحف الكبير ويغذي الصغير)
ومن فوائد الإبل أيضا لحومها التي تقي من زيادة الوزن وأمراض القلب لقلة الدهون فيها كما أنها تفوق اللحوم الأخرى من حيث القيمة الغذائية الصحية نظرا للنسبة العالية لتركيبة الحامض الأميني التي تحتوي عليها الدهون في لحوم الإبل مقارنة مع غيرها من اللحوم.
كذلك من فوائد الإبل الجلية حليب الإبل الذي يعتبر الغذاء الرئيسي لأهل البادية ويفضلونه طازجا في أغلب الحالات، وتتدرج فوائده حسب عمر الناقة ومرحلة الإدرار ونوع الطعام والشراب الذي تتغذى عليه، فحليب الإبل يعتبر قلويا ولكنه سرعان ما يتحول إلى حمضي إذا ترك لفترة من الزمن، ويحتوي حليب الإبل على مواد بروتينية ودهون ومواد سكرية(الاكتوز) وكلوريد الصوديوم والحديد والكالسيوم والفوسفور وفيتامينات مثل ب2 و ج ونسبة عالية من المياه.
وفي الماضي البعيد استخدم العرب حليب الإبل في علاج كثير من الأمراض كالأمراض الباطنية وخاصة المعدة والأمعاء ومرض الاستسقاء وأمراض الكبد وخاصة اليرقان وتليف الكبد وأمراض الصدر والرئة كالربو والسل وضيق التنفس ومرض السكري، كذلك استخدم لعلاج الضعف الجنسي كما أنه يساعد على نمو العظام عند الأطفال والمحافظة على الأسنان ويقوي عضلة القلب، كذلك من فوائد حليب الإبل أنه يقاوم السموم في الجسم ويولد دما جديدا ويعتبر مرطبا للبدن واذا شرب مع العسل يعالج القروح الباطنية، واذا شرب مع السكر يحسن اللون ويصفي البشرة وهو جيد للاستسقاء ويعتبر أفضل أنواع المسهلات، واذا شرب مع بول الناقة البكر أي )الوزر) كما يسميه أهل البادية فإنه يساعد في علاج الأمراض الخبيثة كالسرطان، وهناك قصص كثيرة عن مصابون بذلك المرض الخبيث شافاهم الله بعد استعالمهم لحليب الإبل مخلوطا بالوزر ويفضل أن يكون ذلك في موسم الربيع حيث تتغذى الإبل على النباتات الطبيعة، وقد أثبتت التحاليل المخبرية أن بول الإبل يحتوي على تركيز عالي من البوتاسيوم والبولينا والبروتينات الزلالية والأزمولارتي وكميات قليلة من حامض اليوريك والصوديوم والكرياتين، كذلك استخدمت أبوال الإبل (الوزر) وخاصة الناقة البكر كمادة مطهرة لغسل الجروح والقروح ولنمو الشعر وتقويته وتكاثره ومنع تساقطه ولعلاج القرع والقشرة.
*قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن في أبوال الإبل وألبانها شفاء للذرية بطونهم )
* وعن أنس رضي الله عنه:
( أن اناسا اجتووا في المدينة فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يلحقوا براعيه يعني الإبل فيشربوا من ألبانها وأبوالها فلحقوا براعيه فشربوا من ألبانها وأبوالها حتى صلحت أبدانهم فقتلوا الراعي وساقوا الإبل فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فبعث في طلبهم فجيء بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم ) رواه البخاري.
* وفي الأثر عن الشافعي رضي الله عنه أورده السيوطي في المنهج السوي والمنهل الروي يقول:
( ثلاثة أشياء دواء للداء الذي ليس لا دواء له، الذي أعيا الأطباء أن يداووه: العنب ولبن اللقاح وقصب السكر، ولولا قصب السكر ما أقمت بمصر)
* وقال الرازي في حليب الإبل ( لبن اللقاح يشفي أوجاع الكبد وفساد المزاج)
* وقال ابن سينا في كتاب القانون:
( ان لبن النوق دواء نافع لما فيه من الجلاء برفق وما فيه من خاصية، وان هذا اللبن شديد المنفعة فلو أن انسانا أقام عليه بدل الماء والطعام شفي به، وقد جرب ذلك قوم دفعوا إلى بلاد العرب فقادتهم الضرورة إلى ذلك فعفوا)
وقال الأشبيهي في المستطرف:
( ما خلق الله شيئا من الدواب خيرا من الإبل، إن حملت أثقلت وإن سارت أبعدت وإن حلبت أروت وإن نحرت أشبعت)